رقعـــة بنطال..


لم تقع عيناه أولاً حين أيقظته أختُه الصغيرة عندما كانت تحضرها أمُها للمدرسة إلا على رقعة بنطالِه المتعرجة التي ما انفكت تطول وتكبر كل يوم, بعدها لمح لمحت سريعةً بناظريه إلى ما ومَن في الغرفة,فرُسِمَتْ هذه اللوحة:
الأب
 : يحرك رجليه على ماكنة الخياطة التي ورثها عن جد أبيه الذي كان خياطاً,ليخيط بها أقمشةً لثيابٍ بسيطة يعتاش من بيعها في السوق الشعبي..


الأم : تمشط شعر ابنتها الذهبيَ المنسدلَ على ظهرها بمشطٍ اشترته بثمنٍ بخسٍ أتت به من راتبها الذي تحصل عليه من سيدتها التي تعمل عندها..تحاول أن تشعر أبناءها أن الحياة جميلة وأن الفقر لم يقتلهم بعد...

الأخ الأكبر : يحدق في كتابٍ هَرِمَ من كثرة تقليب صفحاته,يود لو أنه يصبح كبقية الشباب اللذين تعلموا وعملوا ونجحوا في حياتهم..


الأخت : تضع يدها اليسرى على خدها وتسندها على شرفة نافذة الغرفة الزرقاء,تتأمل في تلك الحياة التي تسير على ماهي عليه كل يوم,حتى أنها حفظت كل المشاهد التي تمثل في الخارج..



فضَّل أن يُرْجِعَ بطانيته التي أزال جزءًا منها في المرة الأولى,وغطى بها وجهه البريء وعلم أنه بذل 
جهداً عندما أزالها, فقرر أن يغط ثانية في نومه,ويستمر في رحلته الخيالية..في حلمه,الذي حمد اللهَ أن أنعم به عليه لأنه يتجول بين حكاويه ويَنْعم في رؤيته ...بلا مقابل..








سآرَة طآهـرْ لوْلوْ

تعليقات

  1. حياة بسيطة يا سـآارة
    يحاول كل منهم اسعاد الآخر وان كان بأبسط الأشياء
    برغم الفقر الفقر المحيط بهم !
    بوركـت وبوركـت هذه التدوينة :) :)

    ردحذف
  2. ومن منا لا يريد هذا الواقع؟!
    فليصبرنا النوم و لتصبرنا الاحلام قليلا لمواجهته

    ردحذف
  3. لارا:في معظم مثل هذه العوائل...نجد هذا الأمر الضائع عند الكثيرين ممن يعيشون بترف ورفاهية..

    تسنيم:أعلم أن الجميع يود أن يعيش أجمل العيش..بالسعادة التي تملأ حياته...لكن الحياة أيضا لا تخلو من أمور لا نعجب بها دوما..

    أحب مروركم هنا دوماً.. :)

    ردحذف
  4. يارب أسعد قلب كل محتاج من خيرك الذي لا ينقطع

    ردحذف

إرسال تعليق

يمكنك مشاركتنا في ثرثرة المساء..لتقترب منا أكثر...